الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 13:27
الثورة الإسلامية تمثل ذروةُ ثمار وبركات الحوزة العلمية في قم

صرّح حجّة الإسلام والمسلمين حسين ملانوري، مديرُ معهد التعليم والبحث و التبليغ في الحوزات العلمية، بأنّ الثورة الإسلامية تمثّل ذروة ما أنجزته الحوزة العلمية في قم من آثار وبركات، وقال: "إنّ تربية شخصية عظيمة كالإمام الخميني (قده)، الذي أسّس وقاد ثورة كبرى، هو بحدّ ذاته شاهدٌ ناطق على نجاح هذه الحوزة المباركة".

وكالة‌ أنباء الحوزة‌ جاءت تصريحاتُه بمناسبة مرور مئة عام على إعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم على يد آية الله العظمى الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي (قده)، وذلك ضمن مراجعة شاملة لأهم الإنجازات التبليغية التي تحققت منذ تأسيسها حتى يومنا هذا.

مراحل تطوّر التبليغ في الحوزة العلمية بقم

وأوضح ملانوري أنّه لا بدّ من فهم حال الحوزة العلمية في قم قبل قدوم آية الله الحائري (قده)، وكيف تحوّلت وتطوّرت على يديه، ليُدرك المرء عظمة الإنجازات التي نراها اليوم.

وأضاف: "سأتناول بالحديث تطوّر الجانب التبليغي للحوزة، في ضوء ما تحقق من آثار وبركات ملموسة في شتى الميادين". وأشار إلى أنّ الشيخ الحائري، منذ أن أعاد تأسيس الحوزة في عام 1922 م، أرسى دعائم التبليغ المنظّم، حيث كان يُقيم المجالس في منزله ومدرسة الفيضيّة، ويستضيف كبار الخطباء كالعلاّمة الشيخ عباس القمي.

كما بادر إلى إرسال المبلّغين إلى المدن المختلفة، وشجّع على تأليف الكتب التبليغية، وأولى اهتمامًا خاصًا لتربية مبلّغين ثوريين وإدماج الأبعاد السياسية في العمل التبليغي، فكان لذلك أثر بالغ في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال.

نحو تبليغٍ عالمي

ولفت إلى أنّ الشيخ الحائري (قده) أدرك مبكرًا أهمية التبليغ خارج حدود الوطن، فبدأ بتعليم اللغات الأجنبية لطلبة العلم، غير أنّ الظروف الثقافية حينها حالت دون اكتمال هذا المشروع. إلا أنّ بركة تلك المبادرة لا تزال تُؤتي أكلها اليوم، إذ باتت الحوزة تُوفد مبلّغين حتى إلى أقاصي الأرض.

التوسّع ما بعد الحدود

ثم تطرّق ملانوري إلى مرحلة ما يُعرف بـ"المراجع الثلاثة"، وهم: آية الله السيد محمدتقي خوانساري، وآية الله السيد صدرالدين صدر، وآية الله السيد محمد حجت الكوه‌كمري، مشيرًا إلى أنّ هذه الفترة، ولا سيّما خلال مرجعية آية الله العظمى السيد البروجردي (قده)، شهدت توسعًا كبيرًا في النشاط التبليغي.

وقد تمثّل ذلك في تأسيس المركز الإسلامي في هامبورغ، وتوسيع دائرة إرسال المبلّغين، وتثبيت العلماء في المناطق المختلفة، بالإضافة إلى تقوية العلاقات بين المذاهب، كالتواصل مع الأزهر الشريف في مصر.

الإمام الخميني: ثمرة يانعة من غراس الحوزة وأكد ملانوري أنّ الإمام الخميني (قده) هو أحد أعظم ثمار الحوزة العلمية في قم، فقد ربّته هذه الحوزة، وهيّأته لقيادة الثورة، وهذه شهادة حيّة على عمق الأثر الذي تركته الحوزة في صناعة القادة والمصلحين.

الثورة الإسلامية: قمة الإنجاز التبليغي وقال: "إنّ الثورة الإسلامية كانت نقطة الذروة في عطايا وبركات الحوزة، حيث شهدت بعدها حركة التبليغ الديني نموًا غير مسبوق من حيث الكمّ والكيف. فقد تأسّست مؤسسات متعدّدة كإدارة الحوزة، ومكتب التبليغ الإسلامي، ومنظمة الإعلام الإسلامي، ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، مما أتاح التخطيط المنظّم لنشاطات التبليغ".

خاتمة: قرنٌ من البذل والإثمار واختتم ملانوري حديثه بالإشارة إلى نشأة وتطور التخصّصات داخل الحوزة، وتأليف الكتب العلمية، وإصدار المجلات، واستثمار الإعلام، وتخريج آلاف المبلّغين الكفوئين. وقال: "كل هذه الإنجازات العظيمة إنما هي ثمرة قرنٍ من الجهود الدؤوبة، ودليل ساطع على بركات إعادة تأسيس الحوزة، والتي لا تزال بفضل دماء الشهداء وتوجيهات قائد الثورة، تزدهر يومًا بعد يوم".

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha